الأزمة القطريّة: فجأة لم يعد هنالك لبن في أغنى بلد في العالم
November 24, 2017كيف تغلبت قطر على الحصار وكيف واجهته
الكنزالوطني: مع توافر 14000 بقرة في مزرعة بلدنا في شمال الدوحة، تصبح قطر مكتفية ذاتياً من الألبان.
الصورة: إنغيبورغ هيوس أموندسن / فيردنز غانغ
الأزمة القطريّة: صرّح مدير مزرعة بلدنا جون دور قائلاً: “خلّفت الأزمة أثراً كبيراً على البلاد لكنّها أفضل ما يمكن أن يحدث لقطر لأنها انفتحت على أعمال تجاريّة جديدة”.
الصورة: إنغيبورغ هيوس أموندسن / فيردنز غانغ
التوقعات المستقبلية: يعتقد يوسف محمد الجيدة، الرئيس التنفيذي مركز قطر للمال، أن الدوحة ستكون قادرة على أن تحلّ محلّ دبي كمركز للتجارة في المنطقة.
الصورة: إنغيبورغ هيوس أموندسن / فيردنز غانغ
في المزرعة: يتم حلب الأبقار بواسطة آلة دوّارة قبل أن تعود إلى حظائرها. هنا يتمّ إنتاج اللبن ومشتقاته من حليب للشرب والزبادي والآيس كريم والأجبان.
الصورة: إنغيبورغ هيوس أموندسن / فيردنز غانغ
الخور (صحيفة VG): يتمّ استيراد حوالي 90 في المئة من المواد الغذائيّة المتوفّرة في قطر. لذلك عندما أغلقت الدول المجاورة الحدود وفرضت الحصار، اتّخذ جون دور (58 عاماً) الإجراءات اللازمة.
يمثل جون دور مشهداً غريباً إذ يعتمر قبعةً من القش ويرتدي قميصاً ورديّاً شاحباً في المزرعة الواقعة في وسط الصحراء القاحلة، على بعد 60 كيلومتراً شمال ناطحات السحاب في مدينة الدوحة.
خلفه، 100 بقرة تتناوب على آلة حلب دوارة عملاقة. تبقى في الحلقة لمدة ثماني دقائق قبل أن تحصل على استراحة.
قبل الخامس من حزيران / يونيو، كانت دولة قطر الامبراطورية العربية تعتمد على الدول المجاورة للحصول على اللألبان والخبز على مائدة ساكنيها إذ يتمّ استيراد نحو 90 في المائة من جميع الأغذية من الألبان إلى اللحوم والدجاج والبيض والخبز. كل شيء يستورد من الخارج.
الخلفية: هذا هو سبب الأزمة القطريّة
نتيجة لذلك، دبّت حالة من الذعر عندما أغلقت المملكة العربية السعودية الحدود البرية الوحيدة لدولة قطر، وسدّت عليها الدول المجاورة وهي دولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر منافذ البلاد البحرية وفرضت الحظر الجوّي بعد اتهام قطر بدعم الجماعات الإرهابية ونسج علاقة وثيقة مع عدوة المملكة العربية السعودية الكبرى، إيران.
أكثر من 2.5 مليون نسمة من سكان قطر يسارعون إلى المتاجر لشراء المؤونة الغذائية.
– “كانت الفوضى القصوى”، قال جون جوزيف دور، وهو مزارع ورجل أعمال كبير من أيرلندا يقيم في الشرق الأوسط منذ سنوات عدة. ” لقد اختفت كلّ كميات اللبن”.
تحويل قطر إلى بلد مكتفٍ ذاتياً
في خضمّ هذه الفوضى رأى دور فرصة:
– أود أن أثبت للمملکة العربیة السعودیة أننا قادرون علی تدبّر شؤوننا من دون ألبانھم. لذلك أحضرت أفضل تكنولوجيا لصناعة الألبان ومشتقّاتها من المجر وهولندا وألمانيا وهولندا.
عندما زارت صحيفة VG المزرعة كانت الحرارة تبلغ “فقط” 35 درجة. إنه تقريباً مثل فصل الشتاء بالنسبة للمطر هنا، مقارنة بالوقت الذي وصلت فيه الأبقار في يوليو حيث بلغت الحرارة 50 درجة. من خلال توفير التكييف والمياه الباردة في المزرعة، أصبحت الصحراء صالحة لسكن الحيوانات المستقدمة من الدول الغربية.
2500 بقرة تتوافر اليوم في مزرعة بلدنا، التي يديرها دور، وهي تنتج 100 طن من اللبن يومياً. خلال نوفمبر تشرين الثاني، استُقدمت 4000 بقرة من الولايات المتحدة، وبحلول أبريل تصل 10000 أخرى عن طريق البحر.
– عندما تصبح كلّ تلك الأبقار داخل البلاد، سوف تصبح قطر مكتفية ذاتياً بالألبان. لن نحتاج بعد ذلك إلى السعوديين. إن الاكتفاء الذاتي هو دلالة على السيادة الوطنية، كما يعتقد دور.
العلاقة مع إيران
على الرغم من ارتفاع النزعة القومية والتعلذق بالاستقلال في قطر نتيجة للحصار، فإن البلاد تبحث عن تحالفات جديدة.
قال يوسف محمد الجديدة، الرئيس التنفيذي لمركز قطر للمال:
– شكلت تركيا مصدر دعم كبير، وكانت أول بلد يساعدنا بعد الحصار. كما عززنا علاقاتنا مع الكويت وعُمان. نحن نهتم بإيران، التي نعتبرها لاعباً مهماً في المنطقة”.
التقت صحيفة VG الرئيس التنفيذي في مركز قطر للمال في الدوحة، فوق أعلى ناطحة سحاب في الخليج الغربي. يسعى مركز قطر للمال إلى تعزيز اقتصاد قطر بعيداً عن النفط والغاز، ويعمل لجذب الموظّفين الإداريين والمستثمرين الأجانب للاستثمار في قطر.
أطلع الجيدة صحيفة VG على حقيقة أن الأزمة القطرية انعكست إيجابية على قطر:
– نحن نعتبر أن الأزمة إيجابيّة بالنسبة لنا. إن الإصلاحات التي نراها الآن لم تكن لتحدث أبداً: فقد تمّ إعفاء 80 دولة من تأشيرة الدخول إلى قطر، كما فتحنا أبوابنا للاستثمار الأجنبي بشكل لم يسبق له مثيل، وسيتم زيادة الحد الأدنى للأجور وتسهيل تصاريح الإقامة الدائمة للمهاجرين. وأضاف: إن الأزمة قد جعلت دولة قطر أفضل وأكثر انفتاحاً وتحرراً وعملانيّة.
– كانت الأزمة نعمة، وفألاً حسناً.
كيفية محاربة الحصار
ليس من قبيل المصادفة أن يطلق على الحصار الذي يدوم منذ خمسة أشهر لقب “أزمة قطر”. فقد ألحق أكبر تراجع اقتصادي بالبلاد منذ الأزمة المالية في عام 2008:
• سحبت دول الخليج أموالها من بنوك قطر. وكحل طارئ، اضطرت السلطات القطرية إلى استبدال هذه الأموال بمبلغ 17 مليار دولار كإيداعات.
• شهدت قطر انخفاضا بنسبة 18٪ في سوق الأوراق المالية، وانخفضت أسعار العقارات فضلاً عن عدد السيّاح. أما أسعار النفط فهي في تراجع منذ فترة طويلة.
• غادرت 11000 أسرة سعودية وكذلك 7000 موظف من المملكة والبحرين والإمارات قطر بعد أن أمرتهم سلطاتهم بذلك، وفقاً لأرقام مركز قطر للمال.
• مجلس التعاون الخليجي، الذي أنشئ في عام 1981 لضمان التدفق الحر للسلع ورأس المال والعمل بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت وعمان والبحرين يواجه أكبر أزمة له على الإطلاق. والمشكلة الرئيسية هي عقد المجلس اجتماعه السنوي في الكويت في كانون الأول / ديسمبر.
• لكن على الرغم من الأزمة: لا تزال قطر أغنى دولة في العالم، من حيث دخل الفرد من الناتج المحلي الإجمالي وهو حوالي 100000 دولار أمريكي. السبب في تربُع قطر على القمة ليس صناعة النفط فحسب، بل إن ما يقرب من 90 في المائة من سكان البلد هم من العمال المهاجرين من آسيا، وهم ليسوا بالضرورة مدرجين في الإحصاءات. بعبارة أخرى: تتوزّع الثروة الهائلة على عدد قليل جداً من المواطنين.
تمّ نشر هذا المقال للمرة الأولى على الموقع التالي : https://www.vg.no/nyheter/utenriks/qatar/krisen-i-qatar-plutselig-var-det-tomt-for-melk-i-verdens-rikeste-land/a/24177122/
معتز الخياط , #معتزالخياط , #معتز_الخياط
Moutaz Al Khayyat, #moutazalkhayyat , #moutaz_al_khayyat