كأس العالم ومستقبل الإنشاءات في قطر

أغسطس 22, 2020

بقلم معتز الخياط،
رئيس مجلس إدارة شركة باور إنترناشيونال القابضة وأورباكون القابضة

المصدر مجلة Construction Week, UK

يشهد قطاع البناء والإنشاءات عصره الذهبي في دولة قطر، الأمر الذي إنعكس بشكل مباشر على حالة التفاؤل السائدة بين المطورين العقاريين قبل كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر وللمرحلة التي تليها، وذلك على الرغم من ظهور جائحة كورونا العالمية.

بلغت قيمة قطاع البناء والإنشاءات خلال العام الماضي نحو 43.95 مليار دولار، أو ما يعادل 35 مليار جنيه إسترليني. كما أن أعمال البناء لم تتوقف كلياً في ظل تزايد التحديات التي فرضها تفشي فيروس كوفيد 19 للإلتزام ببروتوكولات الصحة والسلامة.

وفي أورباكون القابضة نعطي دائماً الأولوية لصحة وسلامة عمالنا، الذين يبذلون جهوداً كبيرة للمساهمة في عمليات البناء بالدولة، كما نعتز ، كشركة قطرية، بفوزنا مؤخراًبجائزة السلامة الدولية لعام 2020 التي يمنحها مجلس السلامة البريطاني سنوياً.

إن التباطؤ الطفيف الذي حدث في بعض المشاريع هو أمر طبيعي نتيجة لانخفاض أعداد الأيدي العاملة والتأخر في وصول بعض مواد البناء، لكن هذه العوائق لم تؤثر إطلاقاً على قطاع البناء، والدليل على ذلك أن الحكومة أعطت الضوء الأخضر للبدء في تنفيذ عشرات المشاريع الجديدة منذ تفشي كوفيد 19.

الثقة الاقتصادية

نثق في السياسات الاقتصادية وقدرتها على دفع سوق الإنشاءات في قطر لتصل قيمته إلى التقديرات السابقة البالغة 71.65 مليار دولار أو ما يعادل 57.04 مليار جنيه إسترليني بحلول عام 2025.

ويُعد معدل النمو هذا مُعدلاً إستثنائياً بكل المقاييس، ليبرهن بما لا يدع مجالاً للشك على تعدد فرص الاستثمار في دولتنا التي تشتهر بأن لديها واحداً من أعلى معدلات الدخل الفردي في العالم، كنتيجة لرؤية قطر الوطنية 2030 التي تؤكد إصرار حكومتنا على تنويع مصادر الاقتصاد بعيدًا عن اعتمادها على قطاع النفط والغاز، بحيث يكون قطاعي البناء والتصنيع من ضمن الركائز الرئيسية لهذا التنوع.

إن ازدهار قطاع الإنشاءات في السنوات الأخيرة إنعكس على العديد من المظاهر الحضارية التي نراها في أرجاء الدولة، كما يدعم هذا الإزدهار ما تحقق من فوائض في ميزانية الدولة التي مولت الإنفاق العام لمدة أربع سنوات. فنرى على سبيل المثال مشروع الريل وخطوط المترو الجديدة، والتوسع السريع في المطار وتطوير شبكة الطرق، بالإضافة إلى تخصيص أكثر من 3 مليارات دولار (2.4 مليار جنيه إسترليني) لبناء طرق سريعة جديدة.

الإستعداد لكأس العالم

لا يمكننا بالطبع تجاهل الإنتعاشة التي أوجدتها إستضافة قطر لكأس العالم 2022 كأصغر دولة على الإطلاق تُمنح شرف تنظيم هذا المهرجان الكروي في عام 2013، ومنذ ذلك الحين شهدنا تسارعاً في نمو قطاع الإنشاءات، وفي غضون أربع سنوات أصبح قطاع الإنشاءات أكبر القطاعات غير النفطية في قطر، حيث بلغت نسبة مساهمة قطاع البناء حوالي 15٪ في الناتج المحلي الإجمالي.

نشهد الآن المراحل النهائية من حركة البناء المرتبطة بالملاعب ومنشآت البنية التحتية، كما تتواصل المشاريع الكبرى والمتوسطة لما بعد بطولة كأس العالم مثل أعمال التشطيبات واللمسات الأخيرة على المشاريع التي انتهى العمل فيها أو إضافة ملحقات تُشكِل قيمة مضافة لتلك المشاريع. وعلى سبيل المثال تقوم اللجنة العليا للمشاريع والإرث بتجهيز ثمانية ملاعب ومجموعة من أماكن التدريب، مما يخلق فُرصًا للشركات المتوسطة ويساعد على إستدامة الطفرة التي يشهدها قطاع البناء والمقاولات في قطر.

ونتيجة لذلك ستواصل أعمال الإنشاءات إزدهارها حتى بعد كأس العالم. وآمل أن يواصل أصدقاؤنا البريطانيون إنفتاحهم على فرص الإستثمار المتاحة والاستفادة القصوى منها عبر العمل معنا في قطر في السنوات العديدة المقبلة.